تفسير الشعراوى لسورة الحديد

تفسير الشعراوى لسورة الحديد

بسم الله الرحمن الرحيم

( سبح لله ما فى السموات والأرض ) فكأن فسبح باسم ربك العظيم استجابة السموات والأرض لتسبح قالت سبح لله ما فى السموات والأرض والتسبيح هو التنزيه عن النقص

كلمة سبحان ربى العظيم سبحان مصدر والله سبحانه وتعالى فى كتابه هو الخالق قبل أن يخلق وهى صفة ذاتية فيه فالخالقية موجودة فى الحق ولأنه بصفات الكمال خلق فسبحان الذى أسرى وسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون فسبحان الله وما أنا من المشركين وجاءت فى سورة القلم ( سبحان الله إنا كنا ظالمين .

فى سورة البقرة ( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ) ( سبحانك إنى كنت من الظالمين ) ( سبحانه وتعالى عما يشركون )

( سبح لله ما فى السموات وما فى الأرض ) سورة الحشر

يوجد خلق فى الأرض وخلق فى السماء ( وما من شىء إلا يسبح بحمده ) ( وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن )

( سبح لله ما فى السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ) ( وما من شىء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم )

العزيز هو الذى يغلب ولا يغلب وهو الشىء النادر وهو الذى يضع كل شىء لحكمه ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) والعدل أساس الملك .

( هو الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش ) ( له ملك السموات والأرض وإلى الله ترجع الأمور )

( يعلم ما يلج فى الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير )

يلج : يدخل فى الأرض ( وما ننزله إلا بقدر معلوم ) ( ما يعرج فيها ) الأصل ما يعرج إليها ) لأن إلى بمعنى فى .

( يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل وهو عليم بذات الصدور )

الليل والنهار مقياس لحركة الكواكب ويوجد كواكب يومها أطول من عامها .

( إنما الأعمال بالنيات ) ( وهو عليم بذات الصدور ) ( إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ألا وهى القلب )

( آمنوا بالله ورسوله ) والايمان محله القلب

( وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ) أى خليفة لله فى ملكه

( وما آتيتم من ربا ليربوا فى أموال الناس )

( آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير )

( وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا انما أشرك أباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون )

( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة )

( من الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له ) بشرط أن يكون المال من حلال والتصدق فى الخفاء

( من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم ) القرض الحسن : الزكاة المفروضة

( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم )

( يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا وضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ) .

( اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر فى الأموال والأولاد )

اللعب : هو حركة لا مقصد حسن لها وانما هى عبث لا مقصد لها

اللهو  : قصد حركة لا مقصد لها وتلهى عن العبادة

الزينة : زين للناس حب الشهوات من النساء

التفاخر : أنا أفخر على غيرى بصحة أو مال أو جاه أو منصب

التكاثر  : فى عدد الأولاد والمال الكثير

( واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح كمثل غيث أعجب الكفار نباته ) ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم فى وجوههم من أثر السجود ) ( سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السموات والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم )

( ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير أما يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير لكى لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور )

( الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغنى الحميد )

( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ) ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوى عزيز ) ( ولقد أرسلنا نوحا وابراهيم وجعلنا فى ذريتهما النبوة والكتاب ومنهم مهتد وكثير منهم فاسقون ) ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله ويجعل لكم نورا تمشون به والله غفور رحيم ) .