تفسير الذاريات للشعراوى
تفسير الذاريات للشعراوى
بسم الله الرحمن الرحيم
(
والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا إنما توعدون لصادق
وإن الدين لواقع ) أقسام للذاريات والحاملات والجاريات والمقسمات أقسم الله عز وجل
بأشياء فإذا كان الشرع يأمر المسلمين بعدم الحلف بغير الله فكيف أباح الله لنفسه
أن يحلف بأشياء ؟ فالحلف بالله لأنه لا توجد عظمة عند المؤمن فوق الله فالله عز
وجل يحلف بما شاء لأنه يعلم عظمة كل شىء خلقه ( والضحى والليل إذا سجى ) لأن الضحى
محل الحركة والعمل والليل محل السكون فالمشركون قالوا إن رب محمد قد خلاه فالزمن
يوجد به ضحى وليل فرسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه الوحى ثم فتر عنه فشبهوا
مجىء الوحى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالضحى وشبهوا بخلاء الوحى عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم بالليل لأن الوحى جاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمتاعب
بدليل أن الوحى عندما يجىء لرسول الله صلى الله عليه وسلم يتصبب الرسول الكريم
العظيم عرقا ثم يقول زملونى زملونى فنعطى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فترة
ليرتاح ثم يتشوق رسول الله صلى الله عليه وسلم للوحى
( ما
ودعك ربك وما قلى وللآخرة خير لك من الأولى ) ( والتين والزيتون ) فيقسم بالملائكة
( والصافات صفا فالزاجرات زجرا ) فيقسم بالجبال ( والطور وكتاب مسطور ) فالذاريات
ذروا الذاريات : الرياح التى تذروا الرماد ( التراب ) وما هو
متفتج فالرياح تأخذ بخار الماء لأعلى ليتحول لسحاب ثم يصادف الرطوبة ثم ينزل مطرا
فالمطر ينزل بمنطقة معينة ولا ينزل بمنطقة أخرى ( ألم تر أن الله يزجى سحابا ثم
يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله ) الودق : المطر فالمطر ينزل من السماء والجبال فيها من
برد ( الثلج ) يصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء .
(
فالحاملات وقرا ) السحاب الثقال فالريح تجعل السحاب يتحرك من مكان لآخر
(
فالجاريات يسرا ) السحاب يجرى بسهولة ويسر
(
فالمقسمات أمرا ) يصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء إلا الإنسان وما يقوم حياة
الإنسان فالماء موجود بحسب وزن الإنسان فالإنسان يشرب الماء ثم ينزل من الماء
البول فلا يوجد إلا الباقى من الماء بحسب وزن جسم الإنسان فأخذ من الشىء الكونى
المادى ما يثبت الأمر الواقعى المختلف عليه .
( إنما
توعدون لصادق ) فدورة الماء فى الطبيعة تبدأ ببخار الماء يتحول لسحاب ثم تحصل
الرطوبة فينزل الماء من السحاب مطرا ليشرب الإنسان ثم ينزل من الإنسان على شكل بول
ثم يتطهر بأشعة الشمس ثم يصعد للسماء فى هيئة بخار الماء ثم تدور دورة الماء فى
الطبيعة وتكون متكررة باستمرار ما دامت الحياة موجودة على سطح الأرض .
( إن
الدين لواقع ) ( السماء ذات الحبك ) الحبك
: لا يوجد به نشاذ فلا يوجد فى السماء فتور فتوجد فى السماء طرق للكواكب
والنجوم .
( إنكم
لفى قول مختلف ) مع أن القول يجب أن يكون واحدا لأن السماء لا يوجد بها خلاف فالحق
فى سورة الرحمن يقول
(
والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا فى الميزان الشمس والقمر بحسبان ) فالأمور
تستقر بالميزان ( يؤفك عنه من أفك ) يصرف عنه من صرف فالذى يصرف الشيطان وجنوده
( قتل
الخراصون ) الخراص : الكذاب
فالله
عز وجل قال قتل الخراصون فكيف قتل الخراصون مع وجودهم فى الدنيا ؟ أى لعنوا
وأبعدوا من رحمة الله عز وجل والقتل يجعل الإنسان يفارق الدنيا ويقبل على الآخرة
إنما اللعن والبعد عن رحمة الله يغرم الإنسان غير المؤمن الفاسق بالعذاب فى نار
جهنم يوم القيامة .
( الذين
هم فى غمرة ساهون ) غمرة : من غمر الماء أى
تغرقه فكأن فى غيهم وبعدهم عن رحمة الله بالماء الذى يغمرهم .
(
يسئلون أيان يوم الدين يوم هم على النار يفتنون ) هذا يوم الدين أى يوم القيامة (
ذوقوا فتنتكم ) ذوقوا آثار فتنتكم فأصل الفتنة الحرق فى النار يوم القيامة لأناسى
كفروا بالله فى الدنيا وقالوا ( أءذا كنا عظاما ورفاتا أءنا لمبعوثون خلقا جديدا
قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر فى صدوركم ) فالعظام يوم القيامة تعود
حية ( فسيقولون من يعيدنا قل الذى فطركم أول مرة ) ( يسئلون أيان يوم الدين ) أيان
يوم الدين سؤال استهزاء أى الذى توعدنا به أين هو ( فأتنا بما تعدنا إن كنت من
الصادقين ) فالآية سؤال استهزاء كأنهم لا يؤمنوا بالشىء الغيبى الذى أمر الله به
فالنعم التى يقولون بها النعم التى يجعل الله لهم النفع بها فى الدنيا فخلقهم من
عدم وأمدهم بقدر من النعم والحكمة تجعلهم أن يعيشوا عيشة اغتروا بها .
الذاريات
ذروا : الرياح التى تذروا الرماد ( التراب
) فبخار الماء يصعد للسماء فيصير سحابا ثم يسير السحاب لبلد معين ثم ينزل مطرا
فتخضر الأرض وتنبت فالله يقسم بأشياء لا بد من رؤية الحكمة فى وجودها .
(
فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا إنما توعدون لصادق وإن الدين لواقع
) ( يسئلون أيان يوم الدين ) يوم يفتنون على النار وتحرقون بها ( يوم هم على النار
يفتنون ذوقوا فتنتكم هذا الذى كنتم به تستعجلون ) ( إن الأبرار لفى نعيم وإن
الفجار لفى جحيم ) فالله يتكلم عن المتقين فالمتقين فى جنات وعيون فيقول الله عز
وجل ( اتقوا الله ) وفى أية أخرى
( اتقوا
النار ) فكيف يقول الله عز وجل ( اتقوا الله ) ثم يقول ( اتقوا النار ) ؟ اتقوا
النار أى اجعلوا بين الله وعذابه وقاية أن تلتزموا الطاعة وتتجنبوا المعصية لأن
الله له صفات الجمال والجلال والكمال فصفات الجمال للخير للمؤمنين وصفات الجلال
متوعدة بالشر للكافرين والمنافقين .
(
أفرأيتم النار التى تورون أءنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون ) اتقوا النار التى
هى وقود الله فى التعذيب والقهر
فالمتقين
فى جنات وعيون فالله يقول لكل متق إنك يا متق فى جنة وإذا اقتضى الجمع بالجمع اقتضى
القسمة أحادا
( ولمن
خاف مقام ربه جنتان ) فسورة الرحمن أتت للمتقين فتوجد جنة للإنس وجنة للجن فالله
قد جعل للبشر المتقين منذ الخلق وحتى قيام الساعة جنات عديدة وللبشر الكافرين
والمنافقين نار عديدة فإذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار فرغت الجنات
المقدرة للكافرين فيأخذها المتقين يوم القيامة والنار للمتقين يأخذها الفجار يوم
القيامة فجنة الأرض البساتين والخضرة والانبات لوجود الماء فكل جنة لها نهر من ذهب
.
( آخذين
ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ) آخذين فى الاختيار ( ونفس وما سواها
فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) فالإنسان له مقومات :
الأخذ
من الإنسان وستر العورة والعطاء من الله عز وجل وخلق ما يتجمل به الإنسان ( قد
أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم والقدرة على الخير والشر ووجود الضرورات
والكماليات ليتزين بها الإنسان ولباس التقوى خير من لباس ستر العورة فلباس التقوى
يعطى للإنسان الحياة فوق الحياة فالخير فى الآخرة ودخول الجنة فالآية نزلت فى مكة
المكرمة ( وفى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم ) فمراتب الاحسان فطرية طبيعية لا
تحتاج لتكليف فالتكليف يحتاج الاستقامة فالذى لا يحتاج التكليف العصاة
المؤمن : ينفذ تكاليف الله عز وجل كما هى
المحسن
: الذى يزيد من عنده فى تكاليف الله عز وجل كالصلاة النافلة والصيام النافلة ...
الخ من الطاعات فالاحسان زيادة الطاعات فوق تكليف الله عز وجل من جنس تكليف الله
عز وجل للمؤمنين ( وفى أموالهم حق للسائل والمحروم ) ( كانوا قليلا من الليل ما
يهجعون ) الهجوع : ثبات الحركة فى الخير
فالاحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
(
وبالأسحار هم يستغفرون ) السحر : آخر
الليل قبل الفجر فالاستغفار حيث أنهم يرون أنهم فى احسانهم العمل لله فى الخير
يروا أن الله له حق الزيادة اللامتناهية فى الخيرات فيستغفرون من التقصير فى
احسانهم العمل لله عز وجل
( وفى
أموالهم حق للسائل والمحروم ) المال مال الله ( أنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه )
فالإنسان خليفة الله فى الأرض إياك أن تعمل على قدر حاجتك فالعمل على قدر الحاجة
يجعل غير القادرين على العمل لا يعملون فالعمل يجب أن يكون للعبد ولغيره من الناس
فكل شىء يسبح بحمد الله فالنبات والحيوان والجماد والإنسان والكون كله يسبح بحمد
الله ( ولكن لا تفقهون تسبيحهم )
(
وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالمال مال الله عز وجل ولكن الإنسان يعمل بما أمر
الله به فى انفاق المال المستخلف فيه الإنسان ويعلم الإنسان أنه مستخلف فى هذا
المال فالقدر العام للإنسان أنه خليفة الله فى الأرض فاستدعى الخلق للوجود فالإنسان
الذى لديه القدرة على العمل والاتيان بالمال يعطف على الذى ليس له قدرة على العمل
من بنى الإنسان وليؤمن حياته وحياة من يعول
( وما
من شىء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) فالحيوان له تسبيح والنبات له
تسبيح والجماد له تسبيح والكون له تسبيح فإذا مات المؤمن بكى عليه موضعان :
1 )
موضعه فى الأرض 2 ) موضعه فى السماء
موضعه
فى الأرض : موضع صلاة المؤمن
موضعه
فى السماء : صعود عمله الطيب
فالجوارح
تطيع الإنسان فيما يراد فعله فإذا كان خيرا كالذهاب للمسجد للصلاة فى جماعة أطاعته
وإذا كان شرا بالذهاب للخمارة أطاعته وهى مكرهة فإذا جاء يوم القيامة يوم الحساب
شهدت على صاحبها بأنه ذهب بها لما يغضب الله لا إلى طاعته عز وجل
( وفى
الأرض أيات للموقنين ) فالأرض بها يابسة وماء فاليابسة ربع الأرض والماء ثلاثة
أرباع الأرض فالماء عذب فالماء أوسع من اليابسة لأن الماء المالح مخازن للمياه لا
تصلح للرى وأما الماء العذب يصلح للرى فالأرض تنبت النبات من الماء العذب كالأنهار
والبحيرات العذبة فتعرض الماء المالح للشمس فيتبخر الماء ويصبح سحابا ثم الريح
تحرك السحاب فينزل الماء مطرا عذبا فالماء نخرج به من كل الثمرات فالماء عذب عند
نزوله من السماء تجرى فى الأنهار والأنهار نشرب منها ونسقى الحيوان ونروى النبات
فالأرض إما رملية أو طينية فمجارى المياه العذبة أعلى مستوى من مجارى المياه
المالحة ولو أن الأمر بالعكس لطغت المياه المالحة على اليابسة ( بينهما برزخ لا
يبغيان ) فالنخل على شط البحر يثمر وينضج بالمياه المالحة لا العذبة فقدرة الله
عظيمة فنضرب البحر بالعصا ( عصا موسى ) فتصبح جسورا وضرب الجبل بالعصا فى الصحراء
ينزل الماء العذب فآدم خلق من طين ثم نفخ فيه الروح ثم خلقت حواء من ضلع آدم وبث
منهما رجالا كثيرا ونساء ثم خلق البشر من ذكر وأنثى فخلق عيسى عليه السلام من أم
بدون أب وأدم من دون أم وخلق البشر من أم وأب فتوجد طلاقة قدرة الله عز وجل على
الخلق فالماء العذب به السمك والماء المالح ( وكل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية
تلبسونها ) ( وهو الذى سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية
تلبسونها فمن الماء المالح نأكل جميع أنواع السمك والكابوريا والجمبرى ثم نستخرج
منه اللؤلؤ والمرجان لنلبسها كزينة فالأرض خصبة تخرج زرعا وجبال ( ومن الجبال جدد
بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ) فأغلى معدن ( الماس ) يأتى من الجبال فلو أخذت
قطعة من محيط الأرض فإذا كانت خصبة ماذا أخرجت وإذا كانت جبالا ماذا أخرجت فكل شىء
له أوان فالبترول يخرج من الأرض عن طريق آبار البترول فالجبل نخرج منه المرمر
والزمرد والياقوت والماس والجرانيت والرخام والحجر العادى ( وفى الأرض قطع
متجاورات ) يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض فى الأكل فقدرة الله عز وجل أن جعل
الأرض تسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض فى الأكل ( فى الأرض آيات للموقنين )
فخلقت الأرض عن طريق الله الخالق الحكيم القادر العادل القيوم ( وفى أنفسكم أفلا
تبصرون ) ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلف ألوانها ومن
الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ) ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولون
الله ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ) ( أم خلقوا من غير شىء أم هم الخالقون
) فإذا خرجت الروح ماذا يحدث للجسم ؟ يصبح رمة وجثة هامدة لا حراك فيها ولا حياة
فالروح تدير الجسم فالروح لا يمكن رؤيتها أو سمعها أو شمها أو تذوقها أو لمسها
فالله قد خلق ما لا يدرك فإذا كان الإنسان لا يستطيع ادراك الروح وهو مخلوق من
مخلوقات الله عز وجل فكيف يمكن للإنسان ادراك الخالق عز وجل ؟ ( وفى السماء رزقكم
وما توعدون ) ( وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ) الرزق : ما ينتفع به كالجوارح السليمة والعقل والقلب
السليم فالكون والنفس بها آيات الله عز وجل لنؤمن بها .
( فورب
السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون ) ( هل آتاك حديث ابراهيم المكرمين ) (
هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ) ( إن ابراهيم كان أمة ) لأن خصال الخير
وفضائل النفس ففضائل النفس موجودة عند كل إنسان ولكنها مختلفة عن الأخرى ليتكامل
الكون وينسجم مع بعضه البعض فإذا كانت فضائل النفس متساوية عند الناس لكان الناس
لا حاجة لبعضهم البعض فى شىء .
إن الله
أخفى ثلاثا فى ثلاث :
1 )
أخفى رضاه فى طاعته فلا تحتقرن طاعة ما فإن الله قد غفر لرجل لأنه سقى كلبا .
2 )
أخفى غضبه فى معصيته فلا تحتقرن معصية ما فإن الله قد أدخل امرأة النار فى هرة
حبستها فلا هى أطعمتها ولا تركتها تأكل من حشاش الأرض .
3 )
أخفى أسراره فى خلقه فلا تحتقرن عبدا ما فالله قد جعل الرزق ليس تفضلا من الناس
ولكن بفضل الله عز وجل
( وتلك
الأيام نداولها بين الناس ) هل آتاك :
تشويق للخبر ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ) .
حديث : الشىء المتداول يمثل حقيقة أو حكمة .
ضيف
ابراهيم : ضيف مفرد وجمعها ضيوف أو أضياف
فكلمة ضيف تطلق على الواحد وتطلق على الاثنين وتطلق على الجمع فما الحكمة فى ذلك ؟
الضيف : الشخص الذى جاء لبيتك أيها
الإنسان أو جاء لك فصار ضيفا وإياك أن تفضل ضيفا على آخر فلا بد من المساواة بين
الضيوف فى كل شىء ( قال فما خطبكم أيها المرسلون ) هذا ما قاله سيدنا ابراهيم عليه
السلام للقوم الذين دخلوا عليه وبعد أن حياهم حيوه بقولهم سلام حياهم بقوله سلام
عليكم لأن القادم قد يخشى من المقدوم عليه لأنه يريد به شيئا فيقول سلام لا خطر
منا ولكن فى قولهم سلاما جاء بالنص الدال على أنه مفعول لفعل نسلم سلاما فقال
بالرفع سلام عليكم فالله قد أمرنا إذا حيينا بتحية فنحى بأحسن منها أو نردها وما
دام السلام مفعول من جملة فعلية والجملة الفعلية دائما تدل على الحدث ولكن الجملة
الاسمية تدل على الثبوت .
( إنا
أرسلنا لقوم مجرمين ) ( لنرسل عليهم حجارة من طين مسومة عند ربك للمسرفين )
المسرف : الذى يتجاوز الحد المانع من شىء
( تلك حدود الله فلا تعتدوها وتلك حدود الله فلا تقربوها ) فالمحرمات لا نقربها
( ومن
كل شىء خلقنا زوجين ) ( وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ) ربط الله التكاثر باللذة
لذة تفوق كل لذات الجوارح فالله قد جعل للتكاثر لذة واللذة غريزة فالله قد جعل
مصرفا للغرائز
(
فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين ) ( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين )
الايمان أمر عقدى الاسلام أمر سلوكى
(
وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم ) فالسلطان إما قهر وإما حجة ( ومن كل
شىء خلقنا زوجين ) إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه
( ففروا
إلى الله إنى لكم منه نذير مبين ) الفرار من شىء كريه إلى شىء محبوب ( ولا تجعلوا
مع الله إلها آخر ) فتأتمرون بأمره فالمشركون عبدوا أشياء لا أوامر لها كعبادة
الشمس والنار والأصنام فالاله بلا تكليف أمر باطل حتى ولو كانت الشهوات فيجب
التخلص من الشهوات
( كذلك
ما أتى الذين من قبلهم من رسول ) ( وإما نرينك بعد الذى نعدهم أو نتوفينك فإلينا
يرجعون ) ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ) ( فتول عنهم فما أنت بملوم )
فالايمان ايمان قلوب والمطلوب أن نذكر الله ( إن الذكرى تنفع المؤمنين ) ( وما
خلقت الجن والانس إلا ليعبدون ) فالله أحسن الخالقين فالله خالق من العدم والإنسان
يخلق من موجود فعبادة الإنس السر والعلن وقد يدخلها الرياء أما عبادة الجن فهى
سرية فالجن خلق قبل الإنس فعلة الخلق العبادة : طاعة العابد للمعبود فى أوامره ونواهيه
( وما
خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) فعلة الخلق العبادة فالعبادة تنقل المؤمن من حياة
دنيا إلى حياة آخرة فى الجنة وتنقل الكافر والمنافق والفاسق من حياة الدنيا إلى
حياة آخرة فى نار جهنم فالعبادة جاءت بكل أمور الحياة بدءا من السلام حتى اماطة
الأذى من الطريق والعبادة لله عز وجل ( يا ابن آدم خلقتك للعبادة فلا تلعب ) فحركة
العبادة ليست الصلاة ولا الزكاة ولا الصوم ولا الحج فحركة العبادة لله عز وجل فى
كل حركة تفيد الحياة فحركة الحياة الدنيا مبنية على أسباب الله فى الكون فالدنيا
يجب ألا تنسى فالناس يعيشون فى أسباب الله فى الدنيا أما الآخرة فلا يوجد بها أسباب
فالمؤمن يريد الشىء فيأتى الذى يريده المؤمن فى الجنة فالجن والإنس فقدم الجن على
الإنس إلا أن الجن عملهم سرى لا رياء فيه وعمل الإنس سرى وجهرى وبه رياء
( إن
الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) ( فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم أفلا
تستعجلون ) الذنوب : الدلو الذى نحضر به
الماء من البئر فالذى يأتى بالماء من البئر له حالتان :
1 )
الاتيان بالماء من أعلى 2 )
الاتيان بالماء من أسفل
( تصب
من فوق رءوسهم الحميم ) ( فويل للذين كفروا من يومهم الذى يوعدون ) .
Comments
Post a Comment